بسيط

الدولة الفاطمية اول دولة في التاريخ تقر وتعتمد حقوق الانسان ,وقد اعتمدتها قولا وممارسة ويمكن اعتبار الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله هو المؤسس لحقوق الانسان تاريخيا وبلا منازع ,ولا بد من سرد بعض الحقائق التاريخية للدولة الفاطمية ودورها الرهيب في الحضارة الانسانية ,رغم ما تعرضت اليه من التشويه على ايدي المورخين فصيحا كان ام عجميا بكريا كان ام علويا الذين زوروا التاريخ للدولة الفاطمية ورسالتها للحضارة الانسانية وزوروا الارث الحضاري الذي قدمته الخلافة الفاطمية للبشرية ظلما وبهتانا وعدوانا.ولن نستفيض في الشرح عن مدى التشويه هنا بقدر مانركز على الجانب الانساني للارث الفاطمي للحضارة البشرية وسنركز على الخليفة الفاطمي الحاكم لامر الله (ع) كمبدع ومؤسس لحقوق الانسان تاريخيا عن جل اعماله في هذا المجال
بنى مكتبة (دار الحكمة) التي اعتبرها المورخين في حينها من عجائب الدنيا
2-الغى الرق والعبودية في اراضي الدولة الفاطمية
3-لم يدعي الالوهية وكان متسامحا مع الديانات الاخرى والمذاهب الاسلامية الاخرى وخير دليل ان كان للازهر الشريف 5 اروقة 4 منها تدرس المذهب البكري وواحد فقط للمذهب العلوي ( الاسماعيلي) وكانت المناصب الحكومية ليست ليست حكرا على الاسماعيليون فكثيرا ماكان وزراء يهودا ونصارى وقضاة وولاة بكريون وعمريون في مفاصل الحكم ومنع الامام ( الحاكم بامر الله علية السلام) الشتم من على المنابر رغما ان المنابرالاموية و العباسية و البكرية عموما تفيص بمقذورتها في الشتم على اهل البيت وعترته
-ازدهرت التجارة خلال فترة حكم الحاكم بامر الله بعد ان فتح القناة الواصلة مابين نهر النيل والبحر الاحمر وسميت بحينها الخليج الحاكمي
- الحاكم بامر الله (ع )ومبادئ حقوق الانسان كان اول من طبق حقوق الانسان على اراضي الدولة الفاطمية ولابد من الاشارة ان حقوق الانسان التي اقرتها الامم المتحدة بعد ويلات الحرب العالمية الثانية وثورات الشعوب تاريخيا كالثورة الفرنسية والثورة الامريكية جل برامجها مستقاة من الحقبة الفاطمية وبالاخص في زمن الخليفة الحاكم بامر الله( ع) وهو بذلك يكون قد اقرها وطبقها قبل اكثر من1000 عام سنسرد اهم الحقوق التي تبنتها الخلافة الفاطمية وخاصة في خلافة الحاكم بامر الله
1-حق التقاضي والقضاء: حاول الامام الحاكم بأمر الله قدر المستطاع رفع الظلم عن رعيته بشكل منقطع النظير فلم يعهد ذلك من قبل فيأتيه المتظلمون من كل حوب وصوب ويقفون على ابواب قصره وبنى لهم سقيفة يجتمعون بها اشبه ما يسمى اليوم (ديوان المراجعة) وكان يوتى بالمتظلم الى الخليفة من السقيفة ويستمع الى شكواه كل ليلة بالاضافة الى الشكاوى المكتوبة التي كانت ترفع اليه اثناء سير مواكبه او تسلم له على المنابر وكانت تسمى ب (الرقاع) لانها بشكل رقعة كتب عليها الشكوى
-2-حق الملبس والمأكل : لم تكن الخزية في زمن الحاكم بامر الله يعمل على اغنائها بالمال والكنوز مثل سلاطين وملوك زمانه بل بادر على توزيع الخزية على رعيته من الفقراء والمساكين و الانعام على كل من يستحق طلبها ولم يكتفي بتوزيع المال بل وزع الكساء والملبس في كافة ارجاء الدولة الفاطمية وعندما اشتكى ناظر خزينته بان المال قد ينفذ وربما يصبح خللا في ميزانية الدولة رد عليه الحاكم بامر الله (ع) بهذه الكلمات:
الغربة، مذلَّة الأعناق ..

والفاقة، مُرَّة المذاق ..

والمادة، من الله الرزاق ..

فأجرهم على عوائدهم في الإنفاق، ما عندكم ينفذ وما عند الله باق ..

-3- حق الأمن في عهد الحاكم بأمر الله ..

قال احد المؤرخين في الأمن، ايام خلافة الحاكم بأمر الله عليه السلام ..

لعمري، إن أهل مملكته لم يزالوا في أيامه آمنين على أموالهم مطمئنين على أنفسهم ..اصبحت الرعية في زمن الحاكم امنين على انفسهم واموالهم فكان التجار والباعة يتركون خاناتهم وحوانيتهم مفتوحة ولا يخافون عليها من السرقة
-4- حق العدالة الاجتماعية

كان الحاكم بامر الله (ع) يحد من كاهل الضرائب عن رعيته قدر المستطاع شأنه شأن الحكام الاتقياء الذين يخافون الله وقد فرضت على السلع والبضائع ضريبة بغيضة تسمى (بضريبةالمكوس)كانت مفروضة على اهل مصر من ايام الحكم العباسي ,فقام الحاكم بالغائها لانها غير شرعية ولا تتماشى مع التعاليم النصية للقران الكريم مما يدل على كبر عقله ونظرته الثاقبة
عمل الحاكم بامر الله (ع) على تثبيت الاسعار واستقرار سعر العملة وعدم تذبذبها بتحديد مقاديرها وانزال عملات جديدة يصعب على الصيارفة تفريقها ,واقام سعرا لكل شيءلاسيما الحبوب والمبيعات,وكان الخليفة الفاطمي الحاكم بامر الله يدخل البيوت ويوزع الاموال على الناس بنفسه واستخدم اسلوبه الخاص في منع التجار من المتجارة والاحتكار بالاقوات وامر بان لايباع القمح الا الى الطحانين وكان يفتش الحواصيل والبيوت بحثا عن القمح ويعيده الى الطحانين بالسعر الرسمي , وامر بعدم ذبخ الابقار الا في الاعياد كي لا تنقرض
-5-حق الانسان في التعلم والعلم في زمن الحاكم

يقول الدكتور محمد كامل حسين :

في الخلافة الفاطمية، نرى تطورا ً جارفا ً في الحياة الفكرية ولا سيما في العلوم الفلسفية على اختلاف ألوانها، وفنونها إذ ازدهرت هذه العلوم ورعاها الخلفاء الفاطميون ..

وقد أولى الحاكم بأمر الله إهتماما ً بارزا ً في علوم الإلهيات، والفلك، والفلسفة، الامر الذي أدى الى تجَّمع من الطلاب لتلقي العلم والمعرفة.
وكان الحاكم بامر الله عليه السلام عالما فلكيا اذ بنى مرصد لتحركات الكواكب والنجوم بالقرب من احد جبال القاهرة وقد كان يخلو اليه للمراقبة والدرس وللاكتشاف
-6-حق الانسان في التعبير
-7- حق الانسان في العمل

ويقول الدكتور عبد المنعم ماجد :

ويرجع الفضل إلى الخلفاء الفاطميين في خلق أهمية مركز مصر الدولي للتجارة ..

إذ أنهم عرفوا مزايا الموقع الجغرافي لمصر في مفترق القارات، لتربط بين عالمين ولكي يسهل الفاطميون نقل التجارة بين الشرق، والغرب أعاد الحاكم بأمر الله فتح القنال بين نهر النيل، والبحر الأحمر ( شمالي القاهرة ) والتي كانت مردومة منذ الفراعنة، وهو ما عرف بالخليج الحاكمي، نسبة إلى الحاكم بأمر الله.

فقد ذكر الرحالة الداعي ناصر خسرو عندما مر بمصر في تلك الفترة، أن المصريين كانوا في حالة حسنة جدا . وأنه رأى أموالا ً يملكها بعض المصريين لو ذكرها أو وصفها لما صدقه أحد . فهي لا تقع تحت تحديد أو حصر، وهي للنصارى والمسلمين على السواء، مما يدّل على تسامح الحاكم بأمر الله، مع باقي الاديان .

-8-حق الانسان في الاستقرار.

كانت الخلافة الفاطمية في عهد الحاكم بأمر الله، في غاية الاستقرار والرفاهية، وقد ازدهرت الحركة العمرانية، والتجارية كما ازدهرت صناعة النسيج، واشتهرت مصر بصناعة أنواع خاصة من النسيج .

-9 - حق الانسان في العلاج.

ويروي المؤرخون الكثير عن عدل الحاكم بأمر الله ورحمته بالناس فقد كان يعطي الدواء لمن يطلبه المجان ويخالط الناس ويسمع شكواهم وقد أحبته الرعية حبا شديدا ..
-10 - حق الانسان في المعرفة

دار الحكمة أو دار العلم، كان فيها من الكتُّب من كل نوع في العلوم والآداب، والعقائد، وكان الطلاب يفدون إليها من شتى الأقطار . فكانت أشبه بجامعة تتكوَّن من عدة كليات ..
-11- حق الانسان في حرية العبادة

بلغ عدد المساجد في مصر آنذاك ستة وثلاثون ألف مسجد في جميع المدن والقرى، ولكل مسجد يقع في حدود الدولة من الشام إلى القيروان نفقات يقدمها الخليفة الفاطمي من زيت، وحصير، وسجاجيد للصلاة ورواتب للقوام، والفراشين، والمؤذنين وغيرهم

ومما يوكد حق حرية العقيدة والعبادة وجود وزراء وذات شان من النصارى واليهود ومن المسلمين من غير المذهب الاسماعيلي تقلدوا مناصب رفيعة ايام الحكم الفاطمي
وهذا شي من احقيةالخلافة الفاطمية ان لا تظلم تاريخيا وتشويه الحقائق وقلبها ونفي دورها الرائد في الحضارة للانسانية ولولا التسامح الفاطمي لما استطاع الذنديق صلاح الايوبي من القضاء على اسمى حضارة اسلامية ان لم تكن عبر التاريخ لانه خرج من كهاريز الحقر الفنية للتاريخ وبهمجية لا يعرفها هولاكو والدليل القاطع ان المدعو صلاح الدين الايوبي طفرة متعضية في السفاهة والجبن والانحطاط الاخلاقي والخلقي انه تمرد وانقلب على اسياده الذين اكرموه ونصبوه كوزير اول في السلطة الفاطمية هذا كان مرد التكريم ليثبت للتاريخ والبشرية انه ابن سفاح وزنا ولواتى مصر فاتحا شجاعا واستولى على الحكم كان في الامر شي من الحكمة ويبعد الريبة عنه

وما اسقط من امة تقخر بخونتها واقزامها وتطمس علمائها ونوابغها...والذي يحدث الان مع هذه الامم والشعوب في الوقت الحالي الدليل القاطع على الترهل والانحطاط قديما وحديثا
وللذكر بان الثقافة الفاطمية لازلت سائدة بين الشعوب التي خضعت للحكم الفاطمي وخاصة مصر المعز رغم مرور اكثر من 1000 عام على سقوطها